ثمار الحب والتآلف, فحب الله الواحد يدعو إلى التوحد, وبناء الأوطان, وطاعة الرحمن, والتمتع بجمال الحياة, فالحياة فنٌ والحب يجعلها أعظم الفنون, فهو الذي يسهم في اكتساب التآلف بعد مرحلة التعارف التي أرشد إليها القرآن, وقد وصف الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: المؤمن بأنه مؤلفٌ أي يحب الألفة والتآلف, فتأليف القلوب على الطاعة والبر والخير من خُلق المؤمنين ففي الحديث النبوي:(الْمُؤْمِنُ مُؤْلَفٌ وَلا خَيْرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ)(١) , وليس هناك أقوى من الحب في إيجاد التآلف بين الخلق أجمعين, وفي تحقيق رغبة المحبين في بناء الحياة على النحو الذي يحبه الله ويرضاه, وقد قيل: أن الحب يسهم في تهذيب الإنسان ورقيه, والسمو بعواطفه الإنسانية وميوله الحياتية, والتمسك بالعفة, والفضيلة والمؤازرة والقيم الإنسانية والأخلاقية, وهو الذي يحرر الإنسان من عزلته وكآبته, ويخفف عنه ألامه ومعاناته المختلفة, ويشجعه على العمل في سبيل تحقيق أحلامه وأمنياته وتطلعاته, وهو الذي يدفعه إلى حب خالقه وعبادته, وشكره على آلائه ونعمه.
وقد قيل: ان الحب على المحبين فرض، وبه قامت السماوات والأرض، ومن لم يدخل جنة الحب، لن ينال القرب، فبالحب عبد الرب، وترك الذنب، وهان الخطب، واحتمل الكرب.
(١) - أخرجه أحمد في المسند عن أبي هريرة حديث (٩١٨٧) .