للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَبرُ مِفتاحُ ما يُرجّى ... وَكُلُّ خَيرٍ بِهِ يَكونُ

فَاِصبِر وَإِن طالَتِ اللَيالي ... فَرُبَّما طاوَعَ الحُزُونُ

وَرُبما نِيلَ بِاِصطِبارٍ ... ما قيلَ هَيهاتَ ما يَكونُ

وله أيضا:

لا تَكرَهِ المَكروهَ عِندَ نُزولِهِ ... إِنَّ المَكارِهَ لَم تَزَل مُتَبايِنَه

كَم نِعمَةٍ لَم تَستَقِلّ بِشُكرِها ... لِلّهِ في طَيِّ المَكارِهِ كامِنَه

أما الفرزدق فهو يقول:

الدَهرُ يَومانِ ذا ثَبتٌ وَذا زَلَلُ ... وَالعَيشُ طَعمانِ ذا صابٌ وَذا عَسَلُ

كَذا الزَمانُ فَما في نِعمَةٍ بَطَرٌ ... لِلعارِفينَ وَلا في نِقمَةٍ فَشَلُ

سَعادَةُ المَرءِ في السَرّاءِ إِن رَجَحَت ... وَالعَدلُ أَن يَتَساوى الهَمُّ وَالجَذَلُ

وَما الهُمومُ وَإِن حاذَرتَ ثابِتَةً ... وَلا السُرورُ وَإِن أَمَّلتَ يَتَّصِلُ

فَما الأَسى لِهُمومٍ لابَقاءَ لَها ... وَما السُرورُ بِنُعمى سَوفَ تَنتَقِلُ

لَكِنَّ في الناسِ مَغروراً بِنِعمَتِهِ ... ما جاءَهُ اليَأسُ حَتّى جاءَهُ الأَجَلُ

[الصبر يعقبه الفرج]

بالصبر يرتفع البلاء، وتحل السكينة، ويأتي الفرج، وقد قيل: إنكم لا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون، فلا يبلغ المرء ما يؤمل إلا بالصبر على ما يكره، وقد قيل: انتظار الفرج بالصبر عباده، وقال الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه:

إِنّي أَقولُ لِنَفسي وَهيَ ضَيِّقَةٌ ... وَقَد أَناخَ عَلَيها الدَهرُ بِالعَجَبِ

صَبراً عَلى شِدَّةِ الأَيامِ إِنَّ لَها ... عُقبى وَما الصَبرُ إِلاّ عِندَ ذي الحَسَبِ

سَيفتَحُ اللَهُ عَن قُربٍ بِنافِعَةٍ ... فيها لِمِثلِكِ راحاتٌ مِن التَعَبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>