للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ) (١) اذا عرف المرء كل ذلك فخليق به ان يكون اول الناس سبقا بالخير, وأول الناس سبقا الى معرفة الله, واولهم سبقا الى طاعته, واولهم سبقا الى عبادته, وان يكون مظهرا لعمل البر حريصا عليه ظاهرا على الهدى ناطقا بوحدانية الله لانه يعلم ان كل الخير من الله, كل الكمال لله, كل الاعمال الصالحة بتوفيق الله, بإلهام الله مصدر الكمال في الكون, هو الظاهر الذي لايخفى على كل متامل المحتجب عن عيون خلقه الذي لاتدركه الابصار, الظاهر بنعمته الباطن برحمته الظاهر بكل شيء, الظاهر بالدلائل اليقينية, الباطن عن مظاهر الجسمية ليس كمثله شيء وهو السميع العليم, فادع الله باسمه الاول الاخر الظاهر الباطن يمدك بقوته الظاهرة والباطنة, وأعلن افتقارك اليه ظاهرا وباطنا, وناده ساجدا واذكره قائما وقاعدا وكن لله شاكرا وحامدا, وكن لله في كل الأحوال عابدا, وفي الحديث النبوي الشريف: (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ) (٢)

[دعاء الله باسمه الاول الآخر الظاهر الباطن]

ياالله يااول يااخر ياظاهر ياباطن يامن لاأول لأوليتك ابدا, ولا اخر لآخريتك ابدا, انت الاول قبل كل شيء والاخر بعد كل شيء, ابتدأتني بالنعم العامرة أولا, فاتممها علي غدا, واجعلني ممن تدخله الجنة أولا,


(١) - البخاري في صحيحه حديث رقم (٢٧٧٠) .
(٢) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٧٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>