للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الكرم]

الكرم: الانفاق بطيب النفس فيما يعظم خطره ونفعه, وهو بذل ما ينبغي من مال فيما ينبغي. والسخاء: سهولة الانفاق وتجنب اكتساب مالا يحمد, وهو الجود, وضده التقتير. وفي الشفاء للقاضي عياض: الكرم والجود والسخاء والسماحة معانيها متقاربة. والكرم شرف في النفس وشرف في الخلق، والكرم كثرة الخير ويسرته، والكريم يعطي من غير منّه، والكريم يقيل العثرة ولا يتتبع العورة، والكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، والكريم يجل الكرام، ويصفح عن اللئام.

وفي المصباح المنير: كرم الشيء كرماً نفس وعز فهو كريم والجمع كرام وكرماء والأنثى كريمة وجمعها كريمات وكرائم, وكرائم الأموال نفائسها وخيارها, واسم المفعول مكرم. (١)

وروي عن زيد بن ثابت أنه قال: ثلاث خصال لا تجتمع إلا في كريم: حسن المحضر، واحتمال الزلة، وقلت الملالة، وان كرام الناس أسرعهم مودة واقطعهم عداوة، وقيل: أكرم الناس من اتقى الله، والكريم التقي، والكريم لا يتعالى على الناس، والكرم فضل وشرف، فأكرم الناس اتقاهم وفي الذكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٢) ، وفي الحديث النبوي: (أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ؟ قَالَ: أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ, قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ, قَالَ: فَأَكْرَمُ


(١) - المصباح المنير ص٣١٦.
(٢) - سورة الحجرات (١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>