للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثمرة معرفة اسمه الغفور الغافر الغفار]

اذا علم المكلف ان الله سبحانه وتعالى هو الغفور الغافر الغفار على الاطلاق وبكل وجه من الاستحقاق, وان مغفرته لمن تاب بعد زلته منصوص عليه في الكتاب, فكل من اقلع عن زلته وصدق الله في توبته عفاالله عنه وغفر له وعاد كمن لاذنب له, قال تعالى: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (١) وقال: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (٢) وجب عليه ان يؤمن به ويسأله المغفرة, ولا يقنط من رحمة الله, وذلك امر من لازمه ان يغفر لمن اذنب في حقه, ويحسن الى من اساء اليه, وان يستغفر الله من كل ذنب وقع فيه, وان يستغفر الله العظيم الذي لااله الا هو الحي القيوم من كل ما كره الله من قول وفعل وخاطر وخطيئة ونية دبر الصلوات وفي الاسحار لينال ثواب الله ومعفرته, وهداه وتوفيقه, وثناءه واكرامه, فقد مدح الله المستغفرين واثنى عليهم في محكم الذكر الحكيم فقال وهو الغفور الرحيم: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (٣) وقال سبحانه: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (٤) وقال جل شانه: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (٥) كما يجب على المؤمن ان يستتر عن الناس بذنبه ويعترف لربه ففي الحديث النبوي: كُلُّ أُمَّتِي


(١) - سورة الانفال الاية (٣٨) .
(٢) - سورة طه الاية (٨٢) .
(٣) - سورة آل عمران الاية (١٦-١٧) .
(٤) - سورة الذاريات الاية (١٧-١٨) .
(٥) - سورة آل عمران الاية (١٣٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>