للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصة داود عليه السلام: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} (١) وفي ذلك ما يشعر بان كل من استغفر الله بلسانه وقلبه غفر له, ومنها: ما ورد بلفظ المستقبل, قال تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢) وفي ذلك ما يفيد انه مالك العفو والمغفرة فهو يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وقد اقتضت مشيئته انه يغفر ذنوب من اناب اليه ورجع اليه, قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (٣) ومنها: ما ورد بلفظ الامر وفي ذلك ما يرشد الى تعليم العباد طلب العفو والمغفرة من الله سبحانه وتعالى: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (٤) ومنها: ما ورد بلفظ المصدر: {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (٥) وفي ذلك ما يفهم طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى من جميع الذنوب فالمصدر كما هو معروف عند ائمة اللغة مفرد في اللفظ مجموع في المعنى فسبحان من اظهر الجميل وستر القبيح بالعفو والمغفرة, والذنوب من جملة القبائح التي سترها بارسال الستر عليها في الدنيا, وتجاوز عقوبتها في الاخرة فهو سبحانه وتعالى كامل المغفرة (٦) وواسعها.


(١) - سورة ص الاية (٢٤-٢٥) .
(٢) - سورة النساء الاية (٤٨) .
(٣) - سورة الزمر الاية (٥٣) .
(٤) - سورة البقرة الاية (٢٨٦) .
(٥) - سورة البقرة الاية (٨٥) .
(٦) - الجامع لاسماء الله الحسنى ص٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>