للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم والذي ورد فيه تعداد اسماء الله الحسنى ومنها اسمه (الغفور) , واما اسمه الغافر فقد نطق به التنزيل مرة واحدة قال تعالى: {حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (١) واصل الغفر في الغة: التغطية والستر يقال غفر الله له ذنوبه اي: ستره, والمغفرة: التغطية والمغْفَر: هو حلق يتقنع به المتسلح يقيه ويستره (٢) ومعنا الاسماء في حق الله تعالى قال الزجاج: ومعنا الغفر في حق الله سبحانه وتعالى, هو الذي يستر ذنوب عباده ويغطيهم بستره (٣)

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: الْعَفُوُّ وَزْنُهُ فَعُولٌ مِنَ الْعَفْوِ وَهُوَ بِنَاءُ الْمُبَالَغَةِ، وَالْعَفْوُ الصَّفْحُ عَنِ الذَّنْبِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْعَفْوَ مَأْخُوذٌ مِنْ عَفَتِ الرِّيحُ الأَثَرَ إِذَا دَرَسَتْهُ، فَكَأَنَّ الْعَافِيَ عَنِ الذَّنْبِ يَمْحُوهُ بِصَفْحِهِ عَنْهُ. وَمِنْهَا الْغَافِرُ: قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ

قَالَ الْحَلِيمِيُّ: وَهُوَ الَّذِي يَسْتُرُ عَلَى الْمُذْنِبِ وَلا يُؤَاخِذُهُ بِهِ، فَيُشَهِّرُهُ وَيَفْضَحُهُ (٤) , ويتبين من هذا العرض ان الله سبحانه وتعالى الغفور الذي يغفر الذنوب, وان الغفار هو المبالغ في الستر فلا يشهر الذنب لافي الدنيا ولا في الاخرة تقول غفر الله لك, واليوم يغفر الله لكم غفرا فهو الغفور والغفار والغافر, والايات الواردة في المغفرة كثيرة جدا منها: ما ورد بلفظ الماضي قال تعالى في


(١) - سورة غافر الاية (١-٣) .
(٢) - تفسير الاسماء للزجاج ص٣٧. والنهاية في غريب الحديث والاثر, ج٣ ص٣٧٣. واللسان لبن منظور ج٤ ص ٣٢٧٣, مادة غفر.
(٣) - تفسير الاسماء ص٣٨.
(٤) - الاسماء والصفات للبيهقي ص١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>