للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محبة العلم]

حبّبْ إلى نفسك العلم حتى تألفه وتلزمه, ويكون لهوك ولذتك, وسلوتك وبلغتك, وقد قال ابن المقفع: أن العلم علمان: علم للمنافع وعلم لتزكية (١) العقول, وأفشى العلمين وأجداهما أن ينشط له صاحبه من غير أن يحرّض عليه علم المنافع, وللعلم الذي هو ذكاء العقول وصقالها (٢) وجلاؤها فضيلة منزلةٍ عند أهل الفضل في الألباب. (٣) وإنما يبلغ المرء مبلغ الفضل بالعلم والعمل, فالعلم زين لصاحبه في الرخاء ومنجاة له في الشدة.

تعظيم العلم

من عظم العلم عمل, ومن أهانه أهين وابتذل, وقد جاء في شعر القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني:

ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت ولكن لأخدما

ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما

ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما (٤)


(١) - تزكية العقول: تنميتها والزيادة فيها.
(٢) - صقال العقول: شحذها وتجليتها وكشف صك الجهالة عنها.
(٣) - الآثار الكاملة لعبد الله بن المقفع حققها وشرحها وقدم لها الدكتور عمر الطباع, ص٨٥, الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان, الطبعة الأولى ١٤١٨هـ١٩٩٧م.
(٤) - محاضرات الأدباء ومحاورة الشعراء والبلغاء للراغب الأصبهاني, تهذيب ابراهيم زيدان ص١٤, الناشر دار الآثار بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>