للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واهجرِ النومَ وحصِّلْهُ فَمَنْ.....يعرفِ المطلوبَ يحقرْ ما بذلْ

لا تقلْ قدْ ذهبَتْ أربابُهُ ... كلُّ مَنْ سارَ على الدربِ وصلْ (١)

أما الإمام علي رضي الله عنه فهو يرشد إلى تعلم أحسن العلوم فيقول:

ما حوى العلم جميعاً رجلٌ ... لا ولو مارسه ألف سنة

إنما العلم بعيدٌ غوره ... فخذوا من كل شيء أحسنه

أما ابن عباس فهو يقول:

ما أكثر العلم وما أوسعه ... من ذا الذي يقدر أن يجمعه

إن كنت لا بد له طالباً ... محاولاً فالتمس أنفعه (٢)

ينال العلم بالتعلم في الصبا, وبالهمم العالية, فهو أرفع رتبة, وأجل مكتسب, وأسمى مفخر, فمن يشمر للبحث ينله, ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل, فارحل لطلبه, وتغرب لنيله, ولا تكتفِ بمراجعة الكتاب, فإن ذلك لا يغني عن أخذ العلم مشافهةً من أولي الألباب, قال أبو حاتم:

يظن الغمر أن الكُتْب تكفي ... أخا فهم لإدراك العلوم

وما يدري الجهول بأن فيها ... غوامض حيرت عقل الفهيم

إذا رمت العلوم بغير شيخ ... ضللت عن الصرط المستقيم

وتلتبس الأمور عليك حتى ... تصير أضل من توما الحكيمِ (٣)


(١) - هذه الأبيات منسوبة لابن الوردي: عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس أبو حفص زين الدين بن الوردي المعري الكندي, المتوفى سنة ٧٤٩هـ, شاعر أديب مؤرخ، ولد في معرة النعمان (بسورية) وولي القضاء بمنبج وتوفي بحلب, وتنسب إليه اللامية التي مطلعها:
اعتزلْ ذكرَ الأغاني والغزلْ ... وقلِ الفصلَ وجانبْ مَنْ هزلْ
(٢) - جامع بيان العلم لابن عبد البر ج١ص١٠٦, الناشر: أم القرى للطباعة والنشر مصر, والموسوعة الشعرية ص١٠٤.
(٣) - نسبت هذه الأبيات لأبي حاتم ولأبي حيان التوحيدي , وانظر: نفح الطيب للمقري ج٢ص٥٦٤ , وطبقات الشافعية للسبكي ج٩ص٢٨٦ , والموسوعة الشعرية ص١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>