ان الغرائز الطبيعية التي اودعها الله في كيان الإنسان هي من الدوافع القوية التي تبعث على الهمة العالية, فالغريزة عنصر جوهري في الكائن البشري, فكل غريزة من الغرائز تؤدي دورا هاما في حياة الإنسان باعتبار ان وجودها يمثل جزأ من وجوده يبعث في الهمة على اداء دوره في الارض في الاعمار والتكاثر والبناء في مختلف مجالات الحياة, فان الله جلت قدرته خلق الإنسان وخلق له سلسلة متكاملة من المتع التي يحبها ويسعى اليها, فحب البقاء والاستمتاع بنعم الحياة غريزة تجعل منه إنساناً يحب العمل ويجد في تنمية قدراته العلمية والعملية, فهو يسعى بهمة عالية ليوفر لنفسه واسرته دخلاً مناسبا للعيش بصورة عزيزة وكريمة, وحب المال غريزة تبعث الهمة الى اكتساب المال ليحقق الاكتفاء ولينفق على غيره باعتبار ان اليد العليى خير من اليد السفلى, والذي يعطي افضل من الذي ياخذ, وكذلك حب القوة وحب السيطرة غريزة موجودة تبعث في الإنسان الهمة على التضحية والسعي نحو الامور التي تجعل الإنسان يسهم بفاعلية في المجالات الاقتصادة والاجتماعية والثقافية والدينية مما يجعل الامم تنهض بهممها وترقى وتتألق كقوى اقتصادية او صناعية او علمية, وترقى بقدراتها وتنهض بشعوبها, وبالهمم العالية يشعل فتيل التنافس الذي يحقق التقدم العلمي والحضاري للعالم اجمع, قال الشافعي: