للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النجاح ستنجح فكن ذا همهة عالية, وتوقع الافضل من فضل الله, فان اكثر مايقتل الناس وهم احياء ويؤخرهم وهم قادرون على التقدم ضعف هممهم والهموم التي تجثم على قلوبهم, وما ينزل احيانا من المصائب والعثرات التي يجب ان تكون حافزا لهم على النهوض من كبوتهم والخروج من عثرتهم, فالعثرات في حياة الرجال هي شرارة النجاح وهل يتصور انسان يتعثر قاعدا او يسقط نائما؟ كلا ان الإنسان حينما يتعثر ينهض او يستيقض من سباته فتلك لحظة الامتحان التي يجب ان يشخذ الإنسان فيها همته, ويعيد حسابه, ويجدد حياته, ويخطو الى المجد ويتطلع للمعالي وينهض من الكبوة بهمة وعزيمة وارادة مستعينا بالله, فالنصر مع الصبر, والفرج مع الكرب, فلا اظن ان هناك من ناجج على وجه الارض تجده وقد تنزلت عليه هبة السماء وهو راقد لم ينهض بعد من فراشه الا اذا كان قد اخذ بالاسباب, فاشحذ همتك وشمر عن ساعد الجد فانك ان وجدت من يزعم ان الحظ ساعده من غير همة ولاجد ولا سعي ولا اخذ بالاسباب فلا تقتد به لان ذلك خلاف السنة الربانية, فقد بلغك ان الكون كله مبني على سنن الآهية لاتتغير البته ياتي في مقدمة هذه السنن قول العزيز الحكيم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (١) فهل بقي معنى ابلغ من تلك الآية دليلا على ماقلت لك, ان الهمة والسعي بجد وعزيمة شرط للوصول الى لااهداف فلا تكسل.


(١) - سورة الرعد الاية (١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>