للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكبر. (١) وقال الحليمي في معنى العظيم: إنه الذي لا يمكن الامتناع عليه بالإطلاق، ولأن عظيم القوم إنما يكون مالك أمورهم الذي لا يقدرون على مقاومته ومخالفة أمره، إلا أنه وإن كان كذلك ماهيته فقد يلحقه العجز بآفات تدخل عليه فيما بيده فيوهنه ويضعفه حتى تستطاع مقاومته، بل قهره وإبطاله، والله تعالى جل ثناؤه قادر لا يعجزه شيء (٢) , وقال ابن القيم رحمه الله:

وَهُوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعنَآ يُوجِبُ التَّ ... عظِيمَ لاَ يُحصِيهِ مِن إنسَانِ

فهو العظيم سبحانه وتعالى في ذاته وفي صفاته وفي اسمائه كلها, فهو ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه وقدرته وقوته فهو سبحانه العظيم المطلق ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.

[ثمرة معرفه اسم الله العظيم]

اذا علم المكلف ان الله سبحانه وتعالى ذو العظمة والجلال وانه اعظم من كل عظيم وانه ذو السؤدد والشرف العظيم وانه لاعظيم على الاطلاق الا الله سبحانه وتعالى وجب عليه ان يؤمن به, فلله وحده العظمة والكبرياء فلايستحق احد من الخلق ان يُعظَّم كما يُعظَّم الله تعالى, فهو المستحق جل جلاله من عباده ان يعظموه من قلوبهم والسنتهم وجوارحهم وذلك ببذل الجهد في معرفته, ومحبته والذل له, والانكسار له, والخضوع لعظمته, ومن


(١) - الاسنى في شرح اسماء الله الحسنى للقرطبي, ص٢٣٢.
(٢) - الاسماء والصفات للبيهقي, ص٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>