للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكِبر يبغضه الكرام وكل من ... يبدي تواضعه يُحَبُ ويُحمدُ (١)

أما أبو تمام فهو يرى بغض المتكبر فريضة واجبة عليه حيث يقول:

إثنان بغضهما عليَّ فريضة ... متكبر في نفسه وبخيلُ (٢)

الكِبر يغضب الجبار, ويكون سبباً في دخول النار

الكبر: هو احتقار المرء غيره وزدراؤه له. الكِبر خُلق الجبابرة الظالمين, والفسدة الجاحدين من الخلق أجمعين, فالمتكبر من الناس ملوم, وهو بين الخلق مذموم, وفي سلوكه منحوس مشؤم, يستنكف من قول الحق وينكر ذلك على الخلق, ويجحد قول الحق, ويستكبر عن عبادة الله الواحد الأحد, ويتسبب في غضب الجبار, ويكون سبباً في دخول النار, وقد جاء في محكم التنزيل: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (٣) , وفي الحديث النبوي: (يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ الرِّجَالِ يَغْشَاهُمْ الذُّلُّ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَيُسَاقُونَ إِلَى سِجْنٍ فِي جَهَنَّمَ يُسَمَّى بُولَسَ تَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ طِينَةَ الْخَبَالِ) (٤) . ومن ذلك يتبين ان الكبر نوعان:

الكبر على الله وهو كفر لان المتكبر لايطيع الله ولا يقبل امره, فمن ترك امر الله او وقع في منهيه استخفافا به تعالى فهو كافر واما من تركه لغلبه


(١) - ديوان الشاغوري ص١٢٣ , والموسوعة الشعرية ص٢٧١.
(٢) - انظر: ديوان أبي تمام.
(٣) - سورة غافر الآية (٦٠) .
(٤) - أخرجه الترمذي في سننه باب ما جاء في أواني الحوض حديث (٢٤٩٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>