للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل الناس يسامح نفسه فيه, ولهذا لاتجد من يبحث الخلاص منه, انهم يسمونه الحب الذاتي, ولا شك ان لهذا الحب الذاتي بعض المحل من الحق بل من الضروة لان الطبيعة هي التي ركبته فينا, ولكن ذلك لايمنع انه متى افرط فيه صار العلة العادية لجميع خطايانا. قد يتعامى الانسان بغاية السهولة عما يجب, فقد يسيء الحكم على ما هو حق وطيب وجميل متى ظن ان الواجب عليه ان يفضل دائما منافعه على منافع الحق, فأي انسان شاء ان يكون رجلا عظيما لا ينبغي له ان يحب ذاته ولا ما هو له, ولا ينبغي ان يحب الا الخير سواء في نفسه او في غيره, وإلا وقع من سلوكه في الف خطيئة لايمكن اجتنابها (١)

[الإيثار على النفس خلق كريم]

قال الشعراوي: الإيثار تفضيل شيء على شيء في مجال متساوٍ تقول: آثرتُ فلاناً على فلان، وهما في منزلة واحدة، أو أن معك شيئاً ليس معك غيره، ثم جاءك فقير فآثرْتَهُ على نفسك (٢) . قال ابن الهبارية:

الفَضل في الإِيثار ... وَالجود في الإعسار

بذل فضول المال ... لَيسَ مِن الأَفضال

وقال اخر:

أنظر إلى الإِيثار كيف أصابه ... عين الكمال لنصرة الإِيثار

فإذا نظرت إليه خلتك منته ... عن حملك الأسفار في الأسفار (٣)


(١) - مقدمة كتاب (الاخلاق) ليرصدو ترجمة الاستاذ/ لطفي السيد, ج١ ص٦٦.
(٢) - تفسير الامام العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله, ج١ ص٥٧٢٠.
(٣) - هذه الابيات للامير الصنعاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>