للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُفْلِحُونَ} (١) وفي سورة الانسان يقول الكريم المنان: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (٢) وفي سورة يوسف يذكر الله ما حكاه اخوة يوسف مما خص الله به يوسف: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ} (٣) وفي سورة طه حكى الله على لسان قوم عدم مؤآثرتهم لما جاء من البينات من عند الله على ما سواه فقال: {قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (٤) فالعاقل لايرى معروفا صنعه وان كان كثيرا, ولو خاطر بنفسه وعرضها في وجوه المعروف لم ير ذلك عيبا. بل يعلم انما الخطر ان يؤثر الفاني بالباقي. فلا تعد غنيا من لم يشارك في ماله وجوه البر, ويؤثر ذلك غيره من اجل ارضا الحق, واسعاد الخلق, ولا يعد نعيما ما كان فيه تنغيص وسوء ثناء, وان كثر فهو قليل, ولا يعد الغنم غنما اذا ساق غرما, والمال ان لم تؤآثر فيه تغرم, وان آثرت فيه تغنم, والمغرم لايعد غرما اذا ساق غنما, فالحياة لا تُعمر الا بالايثار والمحبة والتعاون, فالايثار من الصفات الكريمة التي يتحلى بها الانسان واي منزلة ارفع من ان يفضل الانسان على نفسه غيره في الخير, فمن يسعى الى خدمة الانسانية تخدمه, ومن يؤثر الناس على نفسه يحبوه ويؤثروه, ويكرموه, ويعش سعيدا كريما محبوبا بعكس الاثرة التي قال في وصفها (سنت هلير) في شرح مذهب افلاطون: ان اكبر شر في الانسان هو عيب يرافقنا جميعا منذ الولادة,


(١) - سورة الحشر الاية (٩) .
(٢) - سورة الانسان الاية (٨) .
(٣) - سورة يوسف الاية (٩٢) .
(٤) - سورة طه الاية (٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>