للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأمانة في الأسرة]

الأسرة نواة المجتمع واللبنة الأساسية فيه فمن رعى فيها فريضة الأمانة أداها, ووفى فيها ما عليه من الرعاية والديانة, حصل له الحظ الأوفر والجزاء الأكبر, فقيام الرجل بحق زوجته أمانة, وتربية الأولاد على البر والتقوى وحسن التعامل أمانة, وفي الحديث النبوي: (وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (١) , والرعاية بمعنى الحفظ والأمانة, فالحديث دل على أن كل هؤلاء المذكورين فيه على اختلاف مراتبهم مؤتمنون يجب عليهم الوفاء بأمانتهم, وقد قال النووي في شرحه للحديث: "الراعي: هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه وهو ما تحت نظره, ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته" (٢) , وذلك مأخوذ من ظاهر الحديث.

فالنصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية تدل على أنه يتساوى كل من الرجل والمرأة في المسئولية على حفظ الأمانة وأدائها مع مراعاة خصوصية كل منهما في القوامة والحفظ والتربية وتدبير شئون الأسرة وحفظ الأسرار, وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَمَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ


(١) - رواه البخاري في كتاب الجمعة باب الجمعة في القرى والمدن حديث (٨٩٣) , ومسلم واللفظ له في كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل حديث (١٨٢٩) .
(٢) - شرح صحيح مسلم للنووي ج١٢ص٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>