للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالراعي يجب عليه الرفق برعيته والإحسان في تدبير سياسته, فقد جاء في الحديث النبوي: (ألا كلكم راعٍ وكل راعٍ مسئول عن رعيته, فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته) (١) .

فالعاقل لا يأتمن ذا سلوك وضيع ولا يصطنع من فاته العقل, لأن من غش نفسه في سلوكه لا يحترز من غش غيره فلا يأمن أن يغش من حيث ينصح, أما من لا عقل له فربما أفسد من حيث يظن أنه يصلح وذلك مما يعيي توقيه ويفوت تداركه وتلافيه, وإنما يؤتمن المؤمن القوي صاحب الخلق الرضي والسلوك المرضي.

وما ضياع الأمانة في الولايات كافة إلا في تولية من لا أمانة له, وقد عد ذلك النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من علامات الساعة حيث يقول: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة, قيل: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) (٢) , وقد ذكر بعض شراح الحديث أنه ينبغي تولية أهل الأمانة والإيمان والصلاح في أمور المسلمين عموماً كالخلافة والإمارة والقضاء والإفتاء وغير ذلك فإذا ولي غيرهم فقد ضيعت الأمانة. (٣)


(١) - رواه البخاري في كتاب الجمعة باب الجمعة في القرى والمدن حديث (٨٩٣) , ورواه مسلم واللفظ له في كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل حديث (١٨٢٩) .
(٢) - رواه البخاري في كتاب الرقاق باب رفع الأمانة حديث (٦٤٩٦) .
(٣) - انظر فتح الباري للإمام ابن حجر ج١١ص٤٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>