للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} (١) . فالواجب على من ولي أمانة الأمة أن ينظر في أحوال الرعية وأن لا تلهيه جلبة الملك عن أداء الأمانة, قال الشاعر:

لا يَستَوي ملك تلهيه مملكة ... وَذو ضَرائر لا يَنتابه الوسن

عار عليك عمارات مشيدة ... وَللرعية دور كلها دِمَن

فانظر إِلَيهم فعين اللَه ناظرة ... هم الأَمانة وَالسلطان مؤتمن (٢)

أما احمد شوقي فيقول:

إِن أَنتَ أَطلَعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً ... لَم تَلقَ عِندَ كَمالِهِ التَمثيلا

فَاِدعوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا ... لأولى البَصائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا

وقد نسب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في خطبة له: (ألا وإني وجدت صلاح ما ولاني الله سبحانه وتعالى بالأمانة والأخذ بالقوة) (٣) .

قلت: وفي ذلك الوصول إلى الغاية وأداء أمانة الولاية, ولا تعني القوة في الولاية العنف وعدم مراعاة الرفق, فإن الله سبحانه وتعالى يحب الرفق في الأمر كله, فمن تولى أمانات المسلمين فرفق بهم استحق دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ) (٤) .


(١) - سورة النساء الآية (٥٨) .
(٢) - هذه الأبيات لأحمد بن علوان.
(٣) - عيون الأخبار ج١ص١١٧.
(٤) - رواه مسلم في كتاب الإمارة باب فضيلة الإمام العادل حديث (١٨٢٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>