للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} (١) , وقد شهدت ابنة شعيب لموسى عليه السلام بالأمانة والقوة قبل أن يكون نبياً وحكى المولى جل وعلا ذلك في كتابه فقال: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ* فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} (٢) , وقد قال ابن عباس في تأويل (القوي الأمين) : "قوي فيما ولي وأمين فيما استودع".

قال الشاعر:

حاملُ النارِ والحديدِ قويٌّ ... والذي يحمل الأمانة أقوى (٣)

ومما لا شك فيه أن الأمانة والقوة هما الركنان المقصودان في القدرة على العمل وإدارته, والحفاظ عليه وأدائه بدون تفريط أو خلل, فالبيعة والاستفتاء والانتخاب كلها أمانة فإياك أن تضيعها فتضعها في غير أهلها, وقد جاء في محكم التنزيل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم


(١) - سورة يوسف الآية (٥٥) .
(٢) - سورة القصص الآيات (٢٣-٢٦) .
(٣) - هذا البيت ينسب لأحمد الكاشف.

<<  <  ج: ص:  >  >>