للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

وأي بلاد الله حلت بها فما ... أراها وفي عيني حلت غير مكةِ

وأي مكان ضمها حرم كذا ... أرى كل دار أوطنت دار هجرةِ (١)

وجاء في شعر محمد المجذوب الوطن بمفهومه الواسع وذلك حيث يقول:

في الشام أهلي وبغداد الهوى وأنا ... بالرقمتين وفي الفسطاط إخواني

ولي بطيبة أوطار مجنحة ... تسمو بروحي فوق العالم الفاني

وفي كراتشي وجاكرتا وأنقرة ... هوى عليه فؤادي خافق حاني

وليس طرطوس مهما لج بي دمها ... أدنى إلى القلب من فاس وتطوانِ

في كل قطر من الإسلام لي وطن ... هامت به النفس من قاص ومن دانِ

توزَّع القلب حب بين أربعة ... فكل دار بها قومي وخلاني

دنيا بناها لنا الهادي فأحكمها ... أعظم باحمد من هاد ومن بانِ

وقال أبو إسحاق الألبيري (٢) :

لله أكياس جفوا أوطانهم ... فالأرض أجمعها لهم أوطان

جالت عقولهم مجال تفكر ... وجلالة فبدا لها الكتمان

ركبت بحار الفهم في فلك النهى ... وجرى بها الإخلاص والإيمان

فرست بهم لما انتهوا بجفونهم ... مرسى لهم فيه غنى وأمان (٣)


(١) - هذين البيتين وردت في تائية ابن الفارض الشاعر الصوفي المعروف انظر ديوانه.
(٢) - إبراهيم بن مسعود بن سعد التُجيبي الإلبيري أبو إسحاق, شاعر أندلسي، أصله من أهل حصن العقاب، اشتهر بغرناطة وأنكر على ملكها استوزاره ابن نَغْزِلَّة اليهودي فنفي إلى إلبيرة وقال في ذلك شعراً فثارت صنهاجة على اليهودي وقتلوه, شعره كله في الحكم والمواعظ، أشهر شعره قصيدته في تحريض صنهاجة على ابن نغزلة اليهودي ومطلعها (ألا قل لصنهاجةٍ أجمعين) .
(٣) - نفح الطيب للترمساني ج٤ص٣٤٥, تحقيق حسين عباس, الناشر: دار صادر بيروت ١٣٨٨هـ١٩٦٨م.

<<  <  ج: ص:  >  >>