للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (١) ، ولله در القائل:

كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى ... خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا

تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً ... وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا (٢)

فالأخوة عزة وقوة, وهي تمثل امتزاج روح بروح وتصالح قلب مع قلب, والإخوة في الله رباط إيماني يقوم على منهج رباني, فالمؤمن من استجاب لنداء ربه، وعمل بأمره: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (٣) .

وأول عمل عمله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة هو بناء المسجد الذي يرمز إلى توحيد الله وتوحد المسلمين ثم آخا بين المهاجرين والأنصار بين الأغنياء والفقراء فكانت قوة ونعمة ووحدة وأخوة.

وفي الأمثال السائرة: "رب أخٍ لك لم تلده أمك", وقال الشاعر:

أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه ... كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ


(١) - سورة الأنفال (٤٦) .
(٢) - انظر: ديوان الطغرائي: (٤٥٥-٥١٣هـ/١٠٦٣-١١٢٠م) الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي, شاعر، من الوزراء الكتاب، كان ينعت بالأستاذ، ولد بأصبهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهوراً به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذ السطان محمود حجة فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. وللمؤرخين ثناء عليه كثير. له (ديوان شعر - ط) ، وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها: أصالة الرأي صانتني من الخطل. وله كتب منها (الإرشاد للأولاد) ، مختصرة في الإكسير.
(٣) - سورة آل عمران (١٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>