للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَما السَعادَةُ في الدُنيا لِذي أَمَلٍ ... إِنَّ السَعيدَ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ (١)

اما صالح بن عبد القدوس فهو يقول:

يَشقى رِجال وَيَشقى آخرون بِهِم ... وَيُسعدُ اللَهُ اقواماً بِأَقوامِ

وقال اخر:

وإِذَا سَخَّرَ الإِلاَهُ أنَاسَا ... لِسَعِيدٍ فَإِنَّهُم سُعَدَاءُ (٢)

والسعادة نعمة تعمر بها الديار, وينتفي العار, وتحل الرحمة, وتطيب بها الثمار, وتعم الخيرات, وتحل البركات, ويتعاون الناس في كل الاوقات, وفي الحديث النبوي: مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلَاثَةٌ مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ (٣) , والسعادة رضا بما كتب الله وقدر, والسعادة رحمة, وتعاون والفة, والسعادة ايمان واخلاص, ونجاح وفلاح, وخليق بالعاقل ان يعرف طريقها, ويلزم الاخذ باسبابها حتى لا يقع الخطأ عليه في اختيار الوضيع على الرفيع, وتقديمه الخسيس على النفيس, فالناس في متحرياتها طالب لخير, وهارب من شر, قال الشاعر:

النَفسُ بِالشَيءِ المُمَنَّعِ مولَعَه ... وَالحادِثاتُ أُصولُها مُتَفَرِّعَه

وَالنَفسُ لِلشَيءِ البَعيدِ مُريدَةٌ ... وَلِكُلِّ ما قَرُبَت إِلَيهِ مُضَيَّعَه


(١) - هذا البيت لجحدر العكلي.
(٢) - هذا البيت لحمدون بن الحاج السلمي.
(٣) - احمد في المسند حديث رقم (١٣٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>