للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لايحتاج الى كثير من الماديات ليحقق قدرا كبيرا من السعادة والنجاح والقوة, قال الشاعر:

وَلَستُ أَرى السَعادَةَ جَمعَ مالٍ ... وَلَكِنَّ التَقيَّ هُوَ السَعيدُ

وَتَقوى اللَهِ خَيرُ الزادِ ذُخراً ... وَعِندَ اللَهِ لِلأَتقى مَزيدُ

وَما لا بُدَّ أَن يَأَتي قَريبٌ ... وَلَكِنَّ الَّذي يَمضي بَعيدُ (١)

وقال اخر:

إِنَّ السَعيدَ لَهُ في غَيرِهِ عِظَةٌ ... وَفي التَجارِبِ تَحكيمٌ وَمُعتَبَرُ (٢)

ان السعيد من اطاع ربه, وحسُن خلقه, واسعد اهله, واثمر عمله, وابتعد عن الرذيلة, وغرس في نفسه وفي الناس الفضيلة, وكان عونا لاخوانه, وشرفا لزمانه, فله في غيره عظة, وفي التجارب عبر, فهو يسعد نفسه وينجي اهله, وفي الحديث النبوي: (السعيد من وعظ بغيره) (٣) والسعيد من ينجو من النار.

قال الشاعر:

ما إِن أُبالي إِذا أَرواحُنا قُبِضَت ... ماذا فَعَلتُم بِأَوصالٍ وَأَبشارِ

تَجري المَجَرَّةُ وَالنَسرانِ عَن قَدَرٍ ... وَالشَمسُ وَالقَمَرُ الساري بِمِقدارِ

وَقَد عَلِمتُ وَخَيرُ القَولِ أَنفَعُهُ ... أَنَّ السَعيدَ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ (٤)

وقال اخر:


(١) - هذه الابيات للحطيئة, ورويت هذه الابيات ايضا للنابغة الشيباني, والله اعلم.
(٢) - هذا البيت للحارث بن حلزة.
(٣) - المعجم الاوسط حديث رقم (٧٨٧١) .
(٤) - هذه الابيات لابن ابي الحوساء.

<<  <  ج: ص:  >  >>