للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} (١) ، وفي سورة النمل: {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} (٢) .

أما اسمه سبحانه الأكرم فقد ورد في سورة العلق قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (٣) ، قال ابن تيمية في تفسير ذلك: سمى ووصف نفسه بالكرم، وبأنه الأكرم, بعد إخباره أنه خلق ليتبين انه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة، ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء بل الإعطاء من تمام معناه، فإن الإحسان إلى الغير تمام المحاسن, والكرم كثرة الخير ويسرته, والله سبحانه أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها, فدل على أنه الأكرم وحده بخلاف ما لو قال: (وربك أكرم) فانه لا يدل على الحصر، وقوله: (الأكرم) يدل على الحصر ولم يقل: (الأكرم من كذا) بل أطلق الاسم، ليبين انه الأكرم مطلقاً غير مقيد فدل على انه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه (٤) .

وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى: الرحمن، الرحيم، البر، الكريم، الجواد، الرءوف، الوهاب؛ هذه الأسماء


(١) - سورة الانفطار (٦) .
(٢) - سورة النمل (٤٠) .
(٣) - سورة العلق (٣-٥) .
(٤) - فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ١٦/٢٩٣-٢٩٦ -بتصرف يسير-، وشرح اسماء الله الحسنى ص (١٥١-١٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>