للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد بجمال في خلقه وخُلقه ليتم عليه نعمته وفضله، فالواجب إذاً شكر ذلك للمنعم المتفضل (١) ، ولا يغتر بما وهبه الله من جمال أو يتكبر وفي السنة النبوية (إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ) (٢) ، وعن الأحوص الجشمي قال: راني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي اطمار (٣) فقال: (هل لك من مال؟) قلت: نعم. قال (من أي المال) قلت: من كل ما أتى الله من الإبل والشاء، قال: (فَلْتُرَ نِعْمَةُ اللَّهِ وَكَرَامَتُهُ عَلَيْكَ) (٤) ، فهو سبحانه يحب ظهور اثر نعمته على عبده، فانه من الجمال الذي يحبه. وذلك من شكره على نعمه، وهو جمال باطن, فيجب ان يرى على عبده الجمال الظاهر بالنعمة, والجمال الباطن بالشكر عليه.

ولمحبته سبحانه للجمال انزل على عباده لباساً وزينة تجمل ظاهرهم وتقوى تجمل بواطنهم فقال: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (٥) ، وقال في أهل الجنة: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً*وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً} (٦) ، فجمل وجوههم بالنضرة وباطنهم بالسرور وأبدانهم بالحرير. وهو سبحانه


(١) - الاسنى ص (٢٩٥) .
(٢) - أخرجه الترمذي في سننه باب ما جاء ان الله تعالى يحب ان حديث (٢٧٤٤) .
(٣) - أطمار: جمع طمر وهو الثوب الخَلق البالي.
(٤) - المعجم الكبير للطبراني باب (٤) حديث (١٥٩٥٠) .
(٥) - سورة الأعراف (٢٦) .
(٦) - سورة الإنسان (١١-١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>