للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بظلمه للعباد, وبالتعالي والاستبداد, وفي الذكر الحكيم: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ *مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} (١) ويقول العزيز الحكيم: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} (٢) والشقاوة هي الألم الذي يملك كل ملكات النفس لا يترك منها جانباً، يقولون: فلان شقي يعني مُضيَّق عليه ومُتعَب في كل أمور حياته، لا يرى راحة في شيء منها. وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير قوله تعالى: {غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا. .} (٣) يريدون أن يُبِعِدوا المسألة عن أنفسهم ويُلْقون بها على الله تعالى، يقولون: يا رب لقد كتبتَ علينا الشقوة من الأزل، فلا ذنبَ لنا، وكيف نسعد نحن أنفسنا؟ يقولون: لو شاء ربنا ما فعلنا ذلك. ونقول لهم: لقد كتب الله عليكم أزلاً؛ لأنه سبحانة علم أنكم ستختارون هذا (٤) .

فسُوءِ الْقَصْدِ وَفَسَادِ النِّيَّةِ وَخُبْثِ السَّرِيرَةِ، وَهَذِهِ الْأَعْمَالُ وَالصِّفَاتُ هِيَ الْأَصْلُ فِي الشَّقَاوَةِ وَعَلَيْهَا مَدَارُ الْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ, والشقي يجلب لنفسه ولأمته ومجتمعه الدمار, والشقاء في الدنياء والاخرة, وتدبر قول


(١) - سورة الشعراء الاية (٢٤-٢٧) .
(٢) - سورة القصص الاية (٦١) .
(٣) - سورة المؤمنون الاية (١٠٦) .
(٤) - تفسير الشعراوي, ص٦٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>