للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّوَّابُونَ) (١) ولهذا فان الحق سبحانه وتعالى جعل للمخطئ طريقا يجد له بها عذرا بطلب المغفرة التي تؤدي الى محاسبة النفس ومراقبه الله فباستطاعة اي انسان ان يتوجه الى ربه مباشرة نادما طالبا لمغفرة الله ورضوانه, وذلك مايؤدي الى سكنة النفس وطهارتها وذهاب الكبت الذي يسبب عقدا نفسية, فقد قرر علماء النفس وعلى راسهم (فرويد) مؤسس مدرسة التحليل النفسي ان كافة الامراض النفسية ترجع الى الكبت الذي يسبب عقدا نفسية لاشفاء منها الا بما يسمونه التحليل النفسي الذي يتم بأن يجلس الانسان في عيادة الطبيب النفساني ويعترف امامه بأخطائه ... وهذا الاعتراف يقول عنه الاطباء انه صفة منطقية نفسية سلوكية تكشف عن اخطاء المريض فيراها ويشعر بها, فتتحدث مهادنة بين النفس والضمير فيسامح الضمير, واذا تسامح الضمير واستشعر الانسان العفو منه والصفاء بينه وبين النفس زالت العقد النفسية. والعقد النفسية ليست وهما, فكثيرا ماتسبب هذه العقد الصداع, واضطرابات القلب, وامراض الضغط العالي وغيرها من الامراض, واذا كان علاجها هو الاعتراف بالخطأ امام الطبيب ليتسامح الضمير فاي فرق بين الاعتراف امام الله وامام الطبيب, واي فرق بين غفران الله وتسامح الضمير (٢) قلت: نظرية الاعتراف بالذنب والاستغفار هي نظرية جاء بها القرآن, وهي اكثر فائدة من نظرية الاعتراف امام الطبيب في عيادة الامراض النفسية, بل ان في ذلك شفاء للنفوس وبلسماً يشفي من امراض كثيرة وفيه نجاة


(١) - ابن ماجة في سننه, باب ذكر التوبة حديث رقم (٤٢٤١) .
(٢) - روح الدين الاسلامي ص١٨٦ نقلا عن كتاب الاسلام والعلم الحديث تاليف/ عبد الرزاق نوفل ص١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>