للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحسن إلى المحسن، وحلم عمن لم يؤذه فليس ذلك بحلم ولا إحسان (١) ، قال شاعر:

إذا أنا كافيت الجهول بفعله ... فهل أنا إلا مثله إذ أحاوره؟

ولكن إذا ما طاش بالجهل طائش ... علي فاني بالتحلم قاهره

وقال أخر:

إذا المرء لم يصرف عذاباً من الأذى ... حياء، ولم يغفر لأخرق مذنب

فلم يصطنع إلا قليلاً صديقه ... ومن يدفع العوراء بالحلم يغلب

قال الأمام علي رضي الله عنه: ليس الخير ان يكثر مالك وولدك, ولكن الخير ان يكثر علمك ويعظم حلمك, والا تباهي الناس بعبادة الله وحده, اذا احسنت حمدت الله تعالى واذا اسأت استغفرت الله تعالى. وقال الحسن رضي الله عنه: اطلبوا العلم وزينوه بالوقالوقار والحلم.

وقال أبو العتاهية:

أَلَم تَرَ أَنَّ الحِلمَ لِلجَهلِ قاطِعٌ ... وَأَنَّ لِسانَ الرُشدِ لِلغَيِّ مُسِكتُ

وله أيضاً:

ذو الحِلمِ في جَنَّةٍ تَرُدُّ سِها ... مَ الجَهلِ عَنهُ إِن جاهِلٌ جَهِلا

وقد روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتوخ الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه) (٢) ، فمن أراد أن يسود قومه تحلى بالحلم قال الشاعر.


(١) - روضة العقلاء ص (١٧٢) .
(٢) - ورد مرفوعا عن النبي صلى الله علي وآله وسلم عند الخطيب البغدادي في كتابه: اقتضاء العلم العمل.. حديث حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>