للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهم, وجاء في حديث آخر: (دب إليكم داء الأمم من قبلكم: الحسد والبغضاء) (١) .

فالحاسد خلقه اللؤم, ولذته الوشاية, والوقيعة بين الناس, فهو لا ينفك في الدس على المحسود الناجح لأنه يريد تشويه سمعته أو زحزحته من مكانته, والحسود إنسان فاقد الثقة بنفسه, مستشعر العجز عن تحقيق غايته, لذلك نهى القرآن عن الحسد فقال: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} (٢) , وقد نهى الله في هذه الآية عن تمني ما أوتي الغير وهو التعرض له بالقلب حسداً, فكيف إذا حاول إزالة هذه النعمة واستنكر على ربه تلك المنة إنه يكون بذلك في عداد المستكبرين, وقد حكى الله قصته في محكم الذكر الحكيم, ولقد أخبر الله في الآية السالفة البيان المؤمنين بأن ما يكتسبه الإنسان هو نتيجة عمله وسعيه وما تفضل به عليه ربه فليسأل الله المؤمن أن يعطيه من فضله وبره.


(١) - أخرجه الترمذي في سننه حديث (٢٥١٠) .
(٢) -سورة النساء الآية (٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>