للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرضا نعمة فلا ترض الناس بسخط الله الذي اغدق عليك بهذه النعمة, ففي الحديث النبوي: مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ (١) فانك ان رضيت عن امر مشين لم يرض عنك العزيز العليم فقد يعميك الرضا عن القبائح فترتكب الفضائح, ولله در الامام الشافعي حيث يقول:

وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا

وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني ... وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا

فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي ... وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا

كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ ... وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا

اما الشريف الرضي فهو يقول:

نَظَروا بِعَينِ عَداوَةٍ لَو أَنَّها ... عَينُ الرِضى لَاِستَحسَنوا ما اِستَقبَحوا

وقال اخر:

ولقد طلبت رضا البرية جاهدا ... فإذا رضاهم غاية لا تدرك

وأرى القناعة للفتى كنزاً له ... والبر أفضل ما به يتمسك (٢)


(١) - الترمذي في سننه حديث رقم (٢٣٣٨) .
(٢) - هذان البيتان لسارة الاندلسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>