للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالانتعاش والسعادة والهدوء, اما السخط والغضب فهو يورث العداوة والكدر, والهم والحزن, فالانسان الغاضب الساخط يفقد حقوقه ان كان له حق بغضبه وسخطه, فالغضب والحزن عدواك فلا تصادقهما, والغضب والسخط من الشيطان فلا تأتهما, واستمع الى قول الله العلي العظيم في القرآن الكريم: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (١) وفي الحديث النبوي (أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ أَلَا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا) (٢) والرضا يخلصك من الظنون والهموم والاحزان, فارض عن الله, وارض بما انت فيه من الخير, ولاتخاصم ربك في اقضيته واحكامه, فابليس خاصم ربه في قضائه وحكمه, ولم يرض عنه تكريمه لادم عليه السلام, ونازع ربه عظمته وكبرياءه وحكمه فاخرجه الله من الجنة, فكن راضيا لتعيش سعيدا هانأ مبتسما مبتهجا متهلل الاسارير, قال الشاعر:

ضل من يحسب الرضا هوانا ... او يراه على النفاق دليلا

فالرضا نعمة من الله لم يسعد ... بها في العباد الا القليلا

والرضا اية البراءة والايمان ... بالله ناصرا ووكيلا (٣)


(١) - سورة الاعراف الاية (٢٠٠) .
(٢) - احمد في سننه حديث رقم (١٠٧١٦) .
(٣) - هذه الابيات للشاعر محمد مصطفى حمام.

<<  <  ج: ص:  >  >>