للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اخي انك لاتحمل الكرة الارضية على راسك فلا تتضجر وتظهر السخط والهم والجزع والحزن, فاعف عمن ظلمك, وتسامح عمن خاصمك, فقد تجد من بعض الناس مايؤذيك, فلا تقابل السيئة بمثلها, فقد نسب الى الحسن بن وهب انه قال من حقوق المودة اخذ العفو من الاخوان والاعفاء عن التقصير: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (١) وقد قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه في تفسير هذه الاية اي: الرضا بغير عتاب: العفو عاقبته الرضا والشعور بالسعادة والطمأنية (٢) . وقد قال بعض الحكماء: "ان طلب الانصاف من قلة الانصاف" فالانسان اذا لم يكن متسامحا فانه لابد ان يجر نفسه الى ما يغضب, وانما التقي الرضي الذي يعفو ويصفح, في غير مايغضب ربه, واذا كان الانسان في بعض الاحيان لايرضي نفسه او لايرضا في بعض امور يقع فيها فكيف يرضى سجايا الناس كلها, قال الشاعر:

وَمَن ذا الَّذي تُرضى سَجاياهُ كُلُّها ... كَفى المَرءَ نُبلاً أَن تُعَدَّ مَعايِبُهْ (٣)

فابدأ رحلتك مع اهلك مع زوجتك واطفالك مع مجتمعك بالرضا والابتهاج والابتسامة, ولا تبدأ رحلة حياتك مع مجتمعك ومع اهلك ومع اطفالك بالصراخ والشتم وتقطيب الوجه والتسخط والغضب, وكن لبيبا متسامحا,


(١) - سورة الحجر الاية (٨٥) .
(٢) - دع الحزن وابدأ الحياة, ص ١٢٣.
(٣) - ينسب هذا البيت لعلي بن الجهم, وينسب ايضا ليزي المهلبي, والله اعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>