الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهُداه أما بعد:
فإن السعادة هدف منشود، ومطلب مُلِحٌّ، وغاية مبتغاة.
وكل إنسان يعيش على وجه الأرض يسعى لإسعاد نفسه، وطرد الهم عنها.
ولقد حرص الكُتَّاب، والمفكرون، والفلاسفة، والأدباء، والأطباء على البحث في أسباب جلب السعادة، وطرد الهمِّ؛ ولكلٍّ وجهةٌ هو مُوَلِّيها، وقد عَلِمَ كلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُم.
ومع ذلك، فإنَّ السعادة التي يصل إليها أكثرهم سعادة مبتورة، أو ناقصة، أو وهمية، أشبه ما تكون بالمخدر يتناوله متعاطيه، فيشعر بنشوة أول وهلة، حتى إذا ذهب أثره رجعت إليه الأحزان أضعافاً مضاعفة.
والسبب أن أولئك يغفلون أصل الأصول في جلب السعادة الحقَّة، ألا وهو الإيمان بالله - عز وجل - فذلك سرُّ السعادة وطريقها الأقوم؛ فلا يجد السعادة الحقَّة الدائمة إلا من آمن بالله، واهتدى بهُداه، فهناك يسعد في دنياه وأُخراه.
وهذا الكتاب١ الذي بين يديك يدعوك إلى السعادة العظمى؛ لأنه يهديك إلى الإيمان بربك الذي خلقك، ويدلك على الاعتقاد الحق الذي يؤيده عقلك
١ هذا الكتاب وضع في الأصل لتعريف غير المسلمين بالإسلام ولهذا سوف يلاحظ القارئ قلة الحواشي والتفصيلات والحرص على سهولة العبارة ووضوح المعلومة.