والمراد بالكتب: هي الكتب التي أنزلها الله على رسله؛ رحمة بالخلق، وهداية لهم؛ ليصلوا إلى سعادة الدنيا والآخرة.
والغاية التي أنزلت من أجلها الكتب: هي أن يُعْبَد الله وحده لا شريك له، ولتكون منهج حياة للبشر تقودهم بما فيها من هداية إلى كل خير، وتحيي نفوسهم، وتنير لهم دروب الحياة.
والإيمان بالكتب يتضمن مايلي:
١ - الإيمان بأنها منزلة من عند الله حقاً.
٢ - الإيمان بما علمنا اسمه منها كالقرآن الذي نزل على محمد، والإنجيل الذي نزل على عيسى، والتوراة التي أنزلت على موسى، والزبور الذي أوتيه داود، وما لم نعلمه نؤمن به إجمالاً.
٣ - تصديق ما صح من أخبارها، والعمل بآخرها وهو القرآن؛ لأنه آخرها، ولأنه ناسخ لها.
والكتب السماوية تتفق في أمور: فتتفق في وحدة المصدر؛ فكلها من عند الله، وتتفق في وحدة الغاية، وفي مسائل الاعتقاد، وأنها تدعو إلى العدل، والقسط، ومكارم الأخلاق، ومحاربة الظلم، والفساد، والانحراف، وتتفق في كثير من التشريعات، وتختلف في بعض التشريعات وتفاصيلها؛ فلكل أمة شريعة تلائمها وتناسبها.