الإيمان بالله - عز وجل - أصل الأصول، وأهم المهمات، وأشرف العلوم.
والإيمان بالله هو التصديق الجازم بوجود الله، وبأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق وحده، المدبر للكون كله، وأنه هو الذي يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأنه متصف بصفات الكمال والجلال، وأنه منزه عن كل عيب، ونقص، ومماثلة للمخلوقين.
وهذا الإيمان مستقر في فطرة كل إنسان؛ فكل واحد من البشر مفطور على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم، ولا ينصرف عن مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عن ذلك، قال - تعالى -: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[الروم: ٣٠] .
ومعنى فطرة الله: الإسلام؛ ولهذا فإن كل إنسان مفطور على اللجوء إلى ربه - تعالى - عند الشدائد؛ فإذا وقع الإنسان - أي إنسان حتى الكافر والملحد - في شدة أو أحدق به خطر - فإن الخيالات والأوهام تتطاير من ذهنه، ويبقى ما فطره الله عليه؛ فيلجأ إلى ربه؛ ليفرج كربته.
والمراد بكون الإنسان يولد على الفطرة أنه يولد مجبولاً على حب خالقه، وإقراره بوجوده وعبوديته؛ فلو خلي وفطرتَه لم يَعْدِل عن ذلك إلى غيره؛ فكما أنه يولد مفطوراً على ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فكذلك يولد مفطوراً على ما يلائم قلبه، وروحه من التوجه إلى الله، والإقرار به.