مر بنا فيما مضى حديث عن الحرية وأن الإسلام يكفل الحريات ويحفظها ويضبطها بالضوابط التي تجعل منها أداة خير وتعمير ولا معول هدم وتدمير.
ومما ينافي هذه الحرية الردة عن الإسلام بعد الدخول فيه ومما يحفظ هذه الحرية منع الداخل في الإسلام أن يرتد عنه.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث إحداها: التارك لدينه المفارق للجماعة".
وقال عليه الصلاة والسلام:"من بدل دينه فاقتلوه".
وقت المرتد ليس من التدخل في الشؤون الشخصية ولا من الإرهاب بل إن الردة وإصرار المرتد عليها ضرر على الآخرين كما سيأتي بيان ذلك.
وإنما جبر على البقاء في الإسلام وحكم بقتله إذا رفض لأسباب وحكم عظيمة منها:
أن تركه على الردة سيكون سببا في هد بنيان نظام الأمة وتخلخل خير أمة أخرجت للناس فالمبيح قتله هو الكفر بعد الإيمان وهو نوع خاص من الكفر فإنه لو لم يقتل ذلك لكان الداخل في الدين يخرج منه فقتله حفظ لأهل الدين وللدين فإن ذلك يمنعهم من النقص ويمنعهم من الخروج