ومما ينبغي أن يعلم أن الإسلام جاء بما يسمى بحفظ الضروريات الخمس وحرم التعدي عليها وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال وأهم هذه الضروريات الدين.
وإذا كان التعدي على النفس أو العرض أو العقل أو المال يعد جرما عظيما فإن التعدي على الدين بالردة أعظم منه وأشد.
وذلك لما مضى ذكره من الأسباب وأن من ارتد عن الإسلام بعد دخوله فيه وإدراكه له كان خارجا عن الحق والمنطق ومنكرا للدليل والبرهان وحائدا عن العقل السليم والفطرة السوية.
وحين يصل الإنسان إلى هذا المستوى يكون قد هوى إلى أقصى دركات الانحطاط.
ومثل هذا الإنسان لا ينبغي المحافظة على حياته ولا الحرص على بقائه لأن حياته ليست لها غاية كريمة ولا مقصد نبيل.
وبالجملة فإن الارتداد عن الإسلام خروج على العقيدة وشذوذ عن الجماعة وإضعاف للأمة وتكثير لسواد الأعداء وإفشاء لأسرار المسلمين.
ثم إن في جعل عقوبة المرتد إباحة دمه زاجرا للأمم الأخرى عن الدخول في الدين نفاقا لأهله وباعثا لهم على التثبيت من أمره فلا يدخلونه إلا على بصيرة وسلطان مبين لأن الداخل في الدين نفاقا يتعسر عليه الاستمرار على الإسلام وإقامة شعائره.