للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا نظرت في تاريخ الإسلام الطويل تبحث عن حال من ارتدوا بعد الإسلام لا تجد من ارتد عن الدين رغبة عنه وسخطة عليه.

وإذا وجدت فلا تجد سوى طائفتين: منهم من دخل الإسلام منافقا قضى وطره أو انقطع أمله انقلب على وجهه خاسرا وذلك كحال من يسلم لمكيد يقصد بها الصد عن دين الله كما حصل من بعض اليهود في أول عهد الدعوة حينما تمالأ نفر منهم بأن يؤمنوا أول النهار ويكفروا آخره من أجل إحداث بلبلة في صفوف المؤمنين لأن اليهود أهل كتاب فإذا حصل منهم الردة وقع في بعض النفوس الضعيفة أن هؤلاء اليهود لو لم يتبينوا خطأ هذا الدين لما رجعوا عنه.

ومنهم من لم يعرف حقائق الدين ولم يتلق عقائده ببراهين تربط على قلبه ليكون من الموقنين فمتى عرضت له شبهة من الباطل تزلزلت عقيدته وأصبح في ريبه مترددا.

وقد يكون ممن يريد إطلاق العنان لشهواته أيا كانت فلا يريد أن يقف الدين عائقا له عن ذلك.

ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا لاصدد أن للإنسان قبل أن يؤمن بالإسلام الحق في أن يؤمن أو يكفر فإذا رغب في اعتناق أي دين من الأديان فلا اعتراض عليه ويبقى له حق الحياة والأمن والعيش بسلام.

وإذا رغب في الإسلام ودخل فيه وآمن به فعليه أن يخلص له ويتجاوب معه.

<<  <   >  >>