القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية، وخاتمها، وأطولها، وأشملها، وهو الحاكم عليها؛ فهو مشتمل على ما اشتملت عليه الكتب السماوية السابقة، ويزيد عليها من المطالب الإلهية، والأخلاق النفسية.
والقرآن فيه نبأ السابقين، واللاحقين، وفيه الحكم، والحكمة، والأحكام.
والقرآن هو الحاكم المهيمن على الكتب السابقة؛ فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما حكم عليه بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل.
والقرآن جاء في الذروة من الفصاحة والبلاغة والإعجاز؛ فهو معجز في لفظه، ومعناه، وفي فصاحته، وإخباره عن الغيوب السابقة واللاحقة، وهو معجز في حكمه وأحكامه وفي كل ما جاء به.
ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة؛ لأنها دلَّت عليه، وبشَّرت به.
فالعمل - إذاً - يكون بالقرآن، ولا يُقبل من أحد دينٌ إلا ما جاء في هذا القرآن؛ فهو رسالة الله الأخيرة للبشرية، بل هو عامٌّ للجن والإنس؛ بخلاف الكتب السماوية الأخرى التي كانت خاصة بأقوام معينين، وفترات معينة.
ثم إن القرآن محفوظ من الزيادة، والنقص، والتحريف؛ فلقد تكفل الله - سبحانه - بحفظه، قال - تعالى -: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:٩] ، والذكر هو القرآن، والسنة النبوية.
والقرآن له أثر عظيم في القلوب؛ فما يسمعه أحد وهو ملقٍ سمعه إلا يجد أن له تأثيراً عظيماً في نفسه، ولو لم يفهم معانيه أو دلالاته، حتى ولو لم يكن