ثم إن القرآن له أبلغ الأثر في رُقي الأمم وفلاحها؛ فهو الذي أخرج الله به من أمة العرب أعلام الحكمة والهدى، وجعلهم خير أمة أُخرجت للناس، بعد أن كانوا يتخبطون في دياجير الجهالة.
ومن خصائص القرآن: أن عجائبه لا تنقضي، وأنه لا يَخْلَق من كثرة الرد؛ فكلما أكثر الإنسان من قراءته زادت حلاوته مرة بعد مرة.
ومن خصائصه: أن الله يسَّر تعلمه وحفظه؛ ولهذا فإن كثيراً من أطفال المسلمين يحفظونه كاملاً عن ظهر قلب.
ومن خصائصه: أنه مشتمل على أعدل الأحكام، وأعظمها، وأشرفها، وأشملها، فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وأحاط بها إجمالاً وتفصيلاً، ويشهد بذلك كل منصف عاقل، حتى ولو لم يكن مسلماً.
يقول السير "وليم مور" في كتابه المسمى [حياة محمد] : "إن القرآن ممتلىء بأدلة من الكائنات المحسوسة والدلائل العقلية على وجود الله - تعالى - وأنه الملك القدوس، وأنه سيجزي المرء بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وأن اتباع الفضائل، واجتناب الرذائل فرض على العالمين، وأن الواجب على كل مكلف أن يعبد الله - تعالى - وهي علة سعادته".
ويقول جيون: "إن أوامر القرآن ليست محصورة في الفروض الدينية والأدبية فقط، إن القرآن عليه مدار الأمور الأخروية والدنيوية من الفقه، والتوحيد،