ولهذا يعيش أهل البلاد التي تطبق حدود الشرع آمنين على أموالهم، بل إن قطع اليد قليل جداً؛ لقلة من يسرق.
ثم إن قطع يد السارق فيه حكمة الزجر للسارق من معاودة السرقة، وردع أمثاله عن الإقدام عليها، وهكذا تحفظ الأموال في الإسلام.
٢٤ - الإسلام يحفظ الأنفس: ولهذا حرَّم قتل النفس بغير الحق، وعاقب قاتل النفس بغير الحق بأن يقتل؛ ولأجل ذلك يقل القتل في بلاد المسلمين، التي تطبق شرع الله؛ فإذا علم الإنسان أنه إذا قَتَل شخصاً سيُقتل به كفَّ عن القتل، وارتاح الناس من شر المقاتلات.
ثم إن أهل القتيل لهم حق فإذا كان القاتل سيقتل ثم يخرج بعد ذلك يتمتع بالحياة كيفما شاء – كان ذلك – مغيظا لأهل المقتول وربما حملهم على الثأر فيزيد الأمر ضراوة وفتنة.
فإذا اقتص من القاتل ارتاحت نفوس أهل القتيل واشتفت صدورهم بأخذ حقهم.
ثم إن القصاص ليس الطريق الوحيد بل إن لورثة القتيل الحق في العفو أو أخذ الدية وهذا من التخفيف والرحمة.
بل إن الإسلام حث على العفو ورتب عليه الجزاء العظيم والثواب الجزيل من الله – عز وجل -.
قال الله - تبارك وتعالى -: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .