للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة١٢٧: ١٢٩: ١٢٨] .

فاستجاب الله دعوة إبراهيم وإسماعيل، فكان النبي الخاتم محمد عليه الصلاة والسلام - من ذريتهما.

أما قوله: "وبشرى عيسى" فإن نبي الله عيسى - عليه السلام - قد بَشَّر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كما أخبر الله عنه في القرآن، فقال: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: ٦] .

فعيسى - عليه السلام - هو آخر نبي من أنبياء بني إسرائيل، وليس بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم نبي؛ فعيسى بَشَّر بنبي يأتي من بعده اسمه أحمد، وأحمد من أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

أما "رؤيا أمه" فقد رأت رؤيا صادقة؛ ذلك أن أمه لما أخذها المخاض، فوضعته تَمَثَّل لعينيها ذلك النور الذي أضاءت له بصرى في أرض الشام.

٢ - كون النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أمة العرب: تلك الأمة التي فُضِّلَت على غيرها من الأمم آنذاك، حتى استعدت لهذا الإصلاح الروحي المدني العام، الذي اشتمل عليه دين الإسلام، بالرغم مما طرأ عليها من الأمية، وعبادة الأصنام، وما أحدثت فيها غلبة البداوة من التفرق والانقسام.

ومع ذلك، فقد كانت أمة العرب متميزة باستقلال الفكر، وسعة الحرية الشخصية، في الوقت الذي كانت الأمم الأخرى ترسف في عبودية الرياستين

<<  <   >  >>