يعني: عمرو بن النعمان بن الحارث الأصغر بن الحارث الأوسط، وهو الأعرج بن الحارث الأكبر، وحجر بن النعمان أخاه، وكان آخر من ملك منهم: جبلة بن الأيهم، الذي تنصر بعد إسلامه، ولحق بأرض الروم في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
[الاستدلال على نبوته باسمه - عليه السلام -]
ومن أعلامه أنه لم يُسَمَّ أحد قبله باسمه، صيانة من الله لاسمه، كما فعل ليحيى بن زكريا إذ لم يجعل له من قبل سميًّا؛ فلأنه سماه في الكتب المتقدمة من كتبه، وبشرت به أنبياؤه. ولو جُعل الاسم مشتركًا فيه؛ أمكنت الحيلة وشاعت الدعوى، ووقعت بذلك على قوم من الضعفة الشُبُهة؛ خلا أربعة نفر سُموا بهذا الاسم؛ لتبشير رجل من أهل الكتاب بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وتقريب زمانه.
حدثني يزيد بن عمرو، حدثنا العلاء بن الفضل، حدثني أبي، عن أبيه، عبد الملك بن أبي سوية، عن أبي سوية، عن أبيه؛ خليفة بن عبدة المنقري، قال: سألت محمد بن عدي بن سواءة بن جشم بن سعد: كيف سماك أبوك محمدًا؟ قال: أما إني قد سألت أبي عما سألتني عنه؛ فقال: خرجت رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم، وسفيان بن مجاشع بن دارم، ويزيد بن عمرو بن ربيعة بن كايبة بن حرقوص، وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر، نريد ابن جبلة الغساني، فلما قدمنا الشام نزلنا على غدير فيه شجيرات، وقربه قائم لديراني، فأشرف علينا وقال: إن هذه اللغة ما هي لأهل هذا البلد. قال: قلنا نعم، نحن قوم من مضر. فقال: من أي المضريين؟ قلنا: من خندف. فقال: أما إنه