وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول لمن ورد عليه:«هل يثبت لكم العدو»، فإن قالوا: نعم. قال:«غَلَلتم».
ولما قدمت منهزمة الروم على هرقل وهو بأنطاكية، قال لهم:«أخبروني ويلكم عن هؤلاء القوم الذين تقاتلونهم، أليسوا بشرًا مثلكم»، قالوا: بلى، قال:«فأنتم أكثر منهم أضعافا في كل موطن، فما بالكم تنهزمون كلما لقيتموهم»، فقال شيخ منهم:«من أجل أنهم يقومون الليل، ويصومون النهار، ويوفون بالعهد، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب ونظلم، ونأمر بما يسخط الله، وننهى عن ما يرضي الله، ونفسد في الأرض. فقال: أنت صدقتني».
[ومن أعلامه - صلى الله عليه وسلم - القرآن]
الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، أنزله الله عليه زمن الشعر والبلاغة والخطابة والبيان، وجعله علمه لمَا جعل علم كل نبي من أشبه الأمور بما في زمانه المنبعث فيه، فكان لموسى صلى الله عليه: فلق البحر، والعصا،