للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: إنه غير ذلك، قلت لهم: اجعلوه ما شئتم؛ إذا كان أمرًا لم يكن وكان، فاعتبروا به في [١٥٠/ب] أطراف الأرض، وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن الذي أتى به رسول الله؛ هو الحق.

[حرف آخر من الكتاب]

ومن ذلك قوله لرسوله: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: ٨٥]، ومعاد الرجل بلده، سُمي معادًا لأنه ينصرف في البلاد يضرب في الأرض، ثم يعود إليه. وكذلك مثاب الرجل: منزله؛ لأنه يثوب إليه، ومنه قول الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: ١٢٥]، يريد: أنهم يثوبون إليه كل سنة ويعودون، وهذه الآية أنزلت على رسول الله حين خرج من مكة يريد المدينة، وكان خرج منها محزونًا لمفارقة وطنه، فبشره الله بالظهور والغلبة، وأعلمه أنه سيعود إلى مكة، وإن تأوّل هذه الآيات متأوّل، وذهب فيها إلى أن المعاد يوم القيامة، لم يكن في الكلام فائدة؛ لأنه قد أعلمه قبل ذلك، وأعلم الناس بما أنزله عليه؛ أنهم سيُبعثون ويُحشرون، والشاهد على ما تأولناه، قوله: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ} [الفتح: ٢٧]، كما فعل.

[حرف آخر من الكتاب]

ومن ذلك: قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: ٣٣]، [الصف: ٩]،

<<  <   >  >>