للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حرف في براءة]

[١٤٧/ب] وقالوا في قول الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: ٣٠].

وليس يقول هذا أحد من اليهود، وإنما هو قول النصارى في المسيح، وقد صدقوا في قولهم أنه ليس أحد من اليهود اليوم، وإنما هو قول متقدم لصنف من اليهود، وكان بُخْتَنَصر أخرب بيت المقدس، ونفى بني إسرائيل، وسبى ذراريهم، وخرق التوراة، حتى لم يبق لهم رسم، وكان في أساراه دانيال وعزيز، فأما دانيال فعبّر له رؤياه، ونزل منه بأحسن المنازل، وأما عزيز فإنه أقام لهم التوراة بعينها، حتى عاد إلى الشام فعرفوها، فقالت طائفة من اليهود: هو ابن الله، ولم يقل ذلك كل اليهود، وهذا خصوص خرج مخرج العموم، كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} [آل عمران: ١٧٣]، ولم يقل ذلك كل الناس، وكما قال: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: ٢٢٤]، ولم يرد كل الشعراء بذلك؛ لأنه استثنى منهم المؤمنين.

<<  <   >  >>