للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم مع هذا أجهل الأمم بكل علم، وأعراهم من كل أدب وحظ، ولا تكاد تجد منهم سلطانًا ولا كتابًا ولا خطيبًا ولا شاعرًا ولا نحويًّا ولا طبيبًا؛ إلا أن تجده شاذًّا، وتجده مع ذلك كاسدًا مرفوضًا، وليس النصارى كذلك لأنهم أخلاط، فمنهم: عرب يمانيون، وعرب نزاريون، وعجم من بني إسرائيل وغير بني إسرائيل، وقد ضرب الله سبحانه لليهود المثل بالحمار يحمل أسفارًا.

فإن قالوا بأن اللعنة قد تقدمت لليهود من الله، وتقدم ذكرها في كتبه، قبل القرآن قلنا قد تقدم ذلك كما قلتم، ولكنه لم يُظهِر ذل اليهود، ولم تؤخذ الجزية منهم إلا في الإسلام، فأما قبل الإسلام فقد كانوا يقتلون الأنبياء، وقتلوا زكريا، وادعوا قتل المسيح، وكانت طائفة منهم بيثرب أعزاء منعمين؛ حتى أوقع بهم رسول الله، وأخرجهم من ديارهم.

[إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يكون من غير الكتاب]

من ذلك قوله: «زُوِيت لي الأرض، فأُرِيتُ مشارقها ومغاربها، وسيبلغ مُلك أمتي ما زُوي لي منها»، وقد وجدنا مُلك أمته وَغَلَ في مشارق الأرض ومغاربها وغُولًا لم يبلغه مُلك قط. فإن احتج محتج بما لم يبلغه ملك أمته في المشارق والمغارب؛ كالصين

<<  <   >  >>