وقد كان أُبي بن خلف قال:«والله لا يَغلبُ الرومُ أهل فارسَ، ولا يخرجوهم من أرضهم»؛ فقال له أبو بكر:«فإن شئت بايعتك؛ لتغلبهم إلى هذا الأجل الذي سمى الله تعالى». فتبايعا على سبع من الإبل إلى ثلاث سنين، ثم أتى أبو بكر رسول الله فأخبره الخبر، فقال رسول الله:«إنها سبع سنين، فزد في الخطر، ومد في الأجل»، فذهب أبو بكر إلى أُبي فاستقاله فأقاله، وقال:«قد علمت أن ما يجيء به صاحبك باطل»، ثم عاوده أبو بكر المبايعة، وزاد في الأجل أربع سنين، وزاد في الخطر مائة من الإبل، فلما أراد رسول الله الخروج من مكة أخذ أُبي أبا بكر - رضي الله عنه - بذلك؛ حتى كفل عبد الله بن أبي بكر بالإبل، وكفل ابن لأُبي عن أبيه بالإبل، فأخرجتْ الرومُ فارسَ من أرضها يوم الحديبية، فأخذ عبد الله بن أبي بكر ذلك من ابن أُبي بن خلف.
[خبر آخر من الكتاب]
ومن قولهم في قول الله تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}[فصلت: ٥٣]، والآيات في الآفاق: فتح القرى، وفي أنفسهم: فتح مكة. فإن