سفرنا إلى الطائف ومضت بضعة أيام علمت بعدها أن الشيخ الملطانى أعرس في تلك الليلة بالطائف وأن واحدة من أعداء الله كما وصفها أو من أحبائه كما يصفها غيره لا تكفى .. وقلت له مداعبا لقد فعلتها .. وكتمت الأمر عنا حتى ونحن رفاقك في السفر .. فضحك ثم قال إنك تعلم أن لى سبعا من البنات ليس لهن أخ ولقد تزوجت الزوجة الثالثة آملا أن يزرقنى الله منها أخا لهم.
ولم تمض عدة شهور حتى انتقل الشيخ محمد علي إلى رحمة الله تعالى مأسوفا عليه من محبيه الكثيرين وكانت الزوجة الجديدة حاملا وبعد وفاته وضعت بنتا أخرى .. رحم الله الشيخ محمد على ملطانى فلقد كان يمثل الرجل المكى الأصيل بما طبع عليه من خلق يجمع بين الجد والفكاهة، وكان واسطة عقد الأصدقاء يوسع لهم من نفسه وداره ويختصهم بالسعى في شؤونهم مع أنس المحضر، ولطف المدخل وعدم الإِدلال بشئ مما يفعل رحمه الله ..
انتهى ما نقلناه بنصه من كتاب حبات من عنقود المطبوع عام ١٣٨٧ هـ.
شَارع المطاني
وقبل أن نختتم الحدبت عن المرحوم الشيخ محمد على ملطانى نذكر أنه كان يملك بيتا كبيرا في مدينة الطائف أمام باب شبرا وقد قام بهدمه وأنشأ في موضعه شارعا به حوانيت كثيرة على الجانبين وبنى في واجهته منزلين يطلان على باب سبرا ولعله بنى في مؤخرته مثلها وكان يسعى رحمه الله إلى جعله شارعا لمهنة من المهن ولكن الوفاة أدركته فجأة قبل أن يتحقق له ما أراد فقد توفى بعد الانتهاء من عمارة الشارع مباشرة وقد علمت فيما بعد أنه أصبح شارعا للخياطين أو خلافهم وهو عمل جرئ وجيد اختتم به الشيخ محمد على رحمه الله حياته المعاملة الطيبة.