للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المناسبات على شرط تدارك الخطأ وتصحيحه، وهكذا كان الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله رجلا واسع الأفق نيِّر الذهن وكنت أعجب به كرجل فكر فكر تمرس بأمور الحياة وخاض لججها محتفظا بقوة شخصيته وصفاء ذهنه وكان هو بتنبأ لى بمستقبل طيب، وأذكر أننى حينما بدأت عملى التجارى لم يكن راضيا من تحولى إلى التجارة وقال لى إننى أعرف إنك ستحقق نجاحا عظميا ولكنى أريد لك أن تكون محمد على مغربى الكاتب والشاعر ومع ذلك فحينما أسندت إليه أمانة العاصمة كلفنى بأعمال كثيرة للأمانة كان في حاجة إليها على وجه السرعة كما كلفنى بأعمال أخرى للأوقاف العامة ولم يبخل بتشجيعه وإعلان رأيه الطيب في كل مناسبة رحمه الله.

إِدخال الميكروفونات إلى المسجد الحرام

ولعل من أهم ما تميز به عهد الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله في الوظائف الحكومية، أنه كان أول من أدخل الميكروفونات إلى المسجد الحرام وكان التبليغ سواء للأذان أو للتلاوة من الإمام إنما تعتمد على أصوات المؤذنين والإمام وكانوا يُختارون من ذوى الأصوات الحسنة والقوية في آن واحد وكان المؤذنون يرتقون المنائر العالية المشيدة في أطراف الحرم وحينما بدأت الإِذاعة السعودية في البث بعد الحرب العالمية الثانية اتصل بى الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله وقال لى إننا سندخل الميكروفونات إلى الحرم الشريف لنقل الأذان وإننا نحتاج إلى مولدات كهربائية ذات تيار معين فسألته عن التفاصيل المطلوبة فقال إن المهندس المختص بجوارى وهو الذى سيخبرك بذلك وتحدث إلى مهندس مصرى لعل اسمه أبو بكر ولا أذكر بقية الاسم فأخبرنى بالمطلوب وأضاف أننا لم نجد هذه المولدات في المملكة وحينما رفعنا الأمر للشيخ عبد الرؤوف قال إنك تستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>